جريدة أكادير بريس الإلكترونية _ agadirpress __حكومة تقتصّ من إكليل
"ليبانون ديبايت" - روني ألفا
كانت الحكومة منهمكةً بالنرجيلة ونكهاتها المعسّلة عندما مُدَّتْ يدٌ مُرَّة على العسكريين المتقاعدين. "مرتا مرتا"مهتمّة بِأنفاس عجمية كثيرة والمطلوب واحد. كانت الحكومة تضع اللمسات الأخيرة على رسوم الزجاج الداكن تمهيداً لتحويل سيارات اللبنانيين بدفعها الثنائي والرباعي إلى غرف دعارة وتنمّر على دَواليب.
حدث كل ذلك وسط التنكيل بالعسكر. ملّالاتٌ وخراطيم في مواجهة من ركبوها وقادوها في الماضي لتحرير كرامة البلد. ترى ماذا كانت الملالةُ لتقول لو كان لها فمٌ يحكي؟ العسكر الذي نرتاح إليه على الحواجز.
جريدة اكادير24 الالكترونية. – جريدة أكادير 24 الإلكترونية
جنوده ورتباؤه وضباطه الذين نحييهم عند البقال وعلى الأرصفة وعلى سلالم أبنيتنا الفقيرة. العسكر الذي كتبنا له القصائد والمرثيات وغنّينا له ودَبَكنا في أعياده ونثرنا الورود على أبطاله وقدّمنا له أولادنا وأعطر ما في حقولنا من ورد وزهر وغار.
جنودٌ وضبّاطٌ لأول مرة في تاريخ لبنان يفترشون الطريق وينامون في خِيَم. المشهد أشبَهُ بإبنٍ عَقوق يرمي أباه على الطريق لضيق المكان في البيت. الإبنُ الذي يسكنُ في البيت نفسه الذي بناهُ له والده. بُناةُ الدولة تضعهم الدولة في كرنتينا. دولة داكِنة مثل الزجاج المرخّص.
لا أحد يرى من الخارج فحشاء الداخل. ما جرى مؤخّراً في غاية الخطورة. دولة تعاقب حاميها. الحَرامي ينكّل بالحامي. الجيش آخِر معالِم الدولة. آخِر ناطِق رسمي عن هَيبَتِها.
جريدة اكادير24 الالكترونية. – جريدة أكادير 24 الإلكترونية
وعندما تتعرّضُ دولةٌ لِحُماتِها فإنها تقترف محاولة انتحار. الخيمة في رياض الصلح أقوى من الدولة لأنها الدولة. الخيمة هناك محميّة بالجثامين. مزنّرة بالأضرِحة ومسوَّرة بعزة الأنفُس. منعت عنها الموازنة الأكاليل. لم يحدث مرة أن قيل أن الإكليل لدفن الموتى بل لدفن الشهداء.
العسكري الشهيد ليس ميتاً بالمعنى المتعارف عليه والإكليل على ضريحه نجمة إضافية على كتِفِ أبديّتِه . أكاليل الشهداء يضعها الجيش على النعوش علامة احترامٍ للشهيد.
لم تجرؤ الحكومة على الإقتصاص من اللصوص. إقتصّت من إكليل. لم يحدث أن قامت دولة في العالم بضرب عسكرييها. ولا دولة.
القائد الأعلى للقوات المسلّحة مؤتمن على كل جراحهم. كان منهم ولم يزل. أن يزور خَيمَتَهُم. أن تؤدّى له التحيّة العسكرية. وسامٌ جديد على صدر رئيس الجمهورية إن هو انتقل من قصرٍ إلى خيمة.
الموضوع لم يعد هرطقة التدبير رقم ثلاثة. المطلوب تدبير كرامة. كرامة من حمى لبنان من غيره أحياناً ومن نفسه دائماً. تدبيرٌ يصونُ المؤسسة الوحيدة التي ما زالت تشبِهُ دموعَنا في موكب شهيد.
الحكومة بصدد مشروع إنقاذي ضخم عنوانه النرجيلة والزجاج الداكن. نحنُ مشروعنا رنجِر شهيد.
إرسال تعليق