agadirpress - "كورونا" بمدينة سطات .. شائعلت وحملات توعية و"براح البوادي" - اكادير بريس
تعرف مدينة سطات حالة الطوارئ الصحية وتقييد حركة تنقل الأشخاص التي أعلنها المغرب انطلاقا من مساء يوم الجمعة الماضي كإجراء احترازي ووقائي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وإبقائه تحت السيطرة بالمدن التي عرفت تسجيل حالات بالإصابة به، مع فتح التبرعات في صندوق مكافحته.
وعقد إبراهيم أبو زيد، عامل إقليم سطات، اجتماعا في إطار تتبع سبل التنفيذ والتفعيل المحلي لحزمة الإجراءات المتخذة على الصعيد الوطني للحد من آثار فيروس كورونا المستجد، وأكد على يقظة المصالح الإقليمية المختصة في تنزيلها عبر تعزيز المراقبة الصحية وضمان تموين دائم ومستمر بالمواد الغذائية والحاجيات الضرورية للساكنة، وطالب جميع المتدخلين بضرورة الانخراط في تنفيذ التدابير الضرورية، مع خلق لجان للمراقبة والتحسيس، وإشراك المجتمع المدني ووسائل الإعلام في توعية الساكنة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الإصابة بالعدوى.
وتنفيذا لقرار حالة الطوارئ الصحية، تجنّدت عناصر الأمن بولاية سطات والقوات المساعدة وأعوان السلطة ورؤساؤهم، منذ الساعة السادسة من مساء السبت، حيث تم تكوين مجموعات مراقبة ثابتة ومتحركة على مستوى أرجاء المدينة مع التركيز على الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية الكبيرة.
هسبريس قامت بجولة بمعظم أحياء مدينة سطات، السبت، حيث الساحات العمومية والشوارع فارغة، وتنقلات محدودة لبعض المواطنين لأغراض مختلفة، عاينت هسبريس توقيفهم من قبل الدوريات المشتركة للتحقق من سبب مغادرتهم لمنازلهم. وعرفت المراقبة صرامة تدريجية موازاة مع توزيع شهادة الترخيص للخروج الاستثنائي لأغراض محدّدة، كالتبضّع أو الاستشفاء أو العمل.
أول شرارة بالإقليم واستنفار طبّي
يعود انطلاق أول شرارة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بسطات خاصة، وبالمغرب عامة، إلى مساء يوم الأربعاء 26 فبراير الماضي، بعد استقبال قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني مهاجرا مغربيا قادما من إيطاليا، يقطن بمدينة سطات، في وضع صحي حرج وتظهر عليه الحمى والتعب، وأعراض أخرى، وهو ما أثار شكوك الأطر الطبية بإمكانية إصابته بالفيروس المستجد.
وعرف مستشفى الحسن الثاني بعاصمة الشاوية على إثر ذلك استنفارا طبيا وأمنيا، خاصة أن الشخص المعني قادم من إيطاليا بعدما عرفت تسجيل حالات مؤكّدة بفيروس كورونا المستجد، وانتشرت شائعة إصابته كالنار في الهشيم وغزت مواقع التواصل الاجتماعي وساد الهلع في صفوف بعض سكان الحي الذي يستقر به.
وقد أكّد مسؤول في قطاع الصحة لهسبريس فور وقوع الحدث أن الأمر يتعلّق بمهاجر مغربي قادم من إيطاليا قصد المستعجلات للعلاج، إلا أنه نظرا للأعراض البادية عليه، وفي إطار الاحتياطات اللازمة ومصادفة الحالة المشتبه فيها لانتهاء الأطر الصحية من تكوين في التعامل مع مثل هذه الحالات، جرى القيام بالإجراءات الضرورية وتوجيه المريض نحو مدينة الدار البيضاء قصد التحقق من مدى إصابته بالفيروس المستجد بواسطة التحاليل المخبرية في معهد باستور، وجاءت النتائج سلبية.
إلاّ أن إقليم سطات سيعرف تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بتاريخ 17 مارس الجاري لمهاجرة مغربية تنحدر من دائرة البروج ما تزال بالحجر الصحي بمستشفى الحسن الثاني بسطات، مع تتبع جميع من كانوا على صلة مباشرة معها. ولم تسجّل إلى حدود مساء يوم السبت أي حالة أخرى.
في بداية الأمر، واجه عدد من سكان إقليم سطات الأخبار المتسارعة عن فيروس كورونا المستجد بمختلف بقاع العالم بالسخرية والنكت والطرائف تارة، والتحدي تارة أخرى، إلا أن الأمور بدأت تُتخذ بجدية بعد تزايد تسجيل حالات الإصابة، وإعلان أول وفاة بجهة الدار البيضاء-سطات، وتوالي البلاغات الوزارية حسب القطاعات المطالبة بالتوعية والتحسيس والتأكيد على الوقاية والحجر الصحي أمام انعدام دواء فعال للفيروس.
وفي السياق ذاته، شرعت المؤسسات التعليمية في تنظيم حملات تحسيسية وقائية، إلى أن أعلنت وزارة التربية الوطنية توقيف الدراسة إلى أجل غير مسمى واعتماد التدريس عن بعد. وأدت مغادرة التلاميذ والطلبة وبعض المواطنين المدينة إلى اكتظاظ طفيف بمحطات نقل المسافرين، زادت نسبته مع حصر عدد الركاب في سيارات الأجرة الكبيرة في ثلاثة أشخاص.
كما أن إعلان إغلاق المقاهي وتزايد عدد المصابين بالفيروس يوما بعد يوم زاد من تخوّف عدد من المواطنين في بداية الأسبوع الجاري، حيث سجل تهافت كبير على المحلات التجارية واقتناء كمية كبيرة من المواد الغذائية ووسائل التنظيف وبعض الأدوية والفيتامينات، إلا أن تطمين الوزارات الوصية على بعض القطاعات بضمان التموين الكافي للمواطنين أعاد الأمور إلى طبيعتها.
كورونا يعيد "البراح" إلى البوادي
أعاد فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" "التبراح" إلى الواجهة، حيث اعتمد في بعض المناطق للتوعية والإخبار بالمستجدات، في حين كثر الطلب على عون السلطة (المقدم) من قبل ممثلي الجماعات المحلية والسلطات قصد إخبار الناس بإلغاء الأسواق الأسبوعية وتبليغهم ببعض الوثائق وتمكينهم من شهادة التنقل الاستثنائي. واستعملت فعاليات المجتمع المدني ببلديات وجماعات الإقليم، خاصة بمنطقة بني مسكين التي تعرف أكبر عدد من المهاجرين، مكبرات الصوت لتوعية السكان ومناشدتهم البقاء ببيوتهم.
بوشعيب النجار، عن المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة وحماية المال العام بمدينة سطات، أخذ على عاتقه الانخراط في النداء الوطني للتحسيس والتوعية بخطورة فيروس كورونا المستجد وسبل الوقاية منه لفائدة الساكنة باستعمال مكبرات الصوت، تحت إشراف السلطات، المحلية لمدة ثلاثة أيام متتالية ركّزت على الأحياء الشعبية.
وقال النجار إن المرصد انخرط أيضا، بداية من يوم السبت، في مساعدة السلطات المحلية في توزيع شهادات التنقل الاستثنائي للمواطنين، فضلا عن توزيعه لكمية من المساعدات الغذائية على بعض الأسر المعوزة.
ونوّه النجار بالمجهودات الجبّارة التي تقوم بها السلطات الإقليمية والمحلية ورجال الأمن والقوات المساعدة والأطر الطبية في التنسيق للحفاظ على حياة المواطنين، وطالب الجهات المعنية بتقديم بعض المساعدات للأسر الفقيرة، وناشد الجميع أخذ الأمور بجدّية وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تحاربها الدولة، والاعتماد على البلاغات الرسمية، واعتبار المسألة واجبا وطنيا ينبغي أن ينخرط فيه الجميع.
جماعة سطات والمكتب الصحي
الدكتور عبد الرحيم أبو الهدى، عن المكتب الصحي بالجماعة الترابية سطات، قال في تصريح صحافي إنه في إطار اتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية للتصدي لظاهرة تفشي فيروس كورونا المستجد، وتبعا للاجتماع الموسع الذي عقده عامل إقليم سطات، وبناء على البرنامج المسطّر من طرف الجماعة الترابية، يقوم المكتب الصحي بحملة تعقيم لجميع الفضاءات العمومية والأسواق ومحطات نقل المسافرين، وسيارات الأجرة والإسعاف ونقل الأموات، مؤكّدا استمرار هذه العملية موازاة مع تحسيس الجميع للحد من انتشار العدوى.
وفي السياق ذاته، قال رشيد متروفي، رئيس لجنة المرافق العمومية بالمجلس الجماعي سطات، إن الجماعة الترابية سطات أخذت على عاتقها تنفيذ برنامج بعد انفتاحها على جميع شركائها للتوعية والتحسيس من فيروس كورونا المستجد، تضمن القيام بتعقيم سيارات الإسعاف وسيارات الأجرة بنوعيها.
وأكد متروفي استمرار عملية التعقيم نظرا لخطورة الفيروس وطريقة تنقله، ووجه رسالة إلى جميع الغيورين للمساهمة في جهود مكافحته والوقوف وقفة رجل واحد.
وأكد متروفي استمرار عملية التعقيم نظرا لخطورة الفيروس وطريقة تنقله، ووجه رسالة إلى جميع الغيورين للمساهمة في جهود مكافحته والوقوف وقفة رجل واحد.
إرسال تعليق