agadirpress - مسيرات كسر الحجر الصحي .. صدمات سلفيين والتخفي وراء الدين - اكادير بريس
كل التوجيهات التي أصدرتها السلطات لضمان حجر صحي سليم لم تفِ بالغرض المنشود؛ فقد شهدت بعض مدن المملكة، على امتداد الأيام القليلة الماضية، هيستريا الخروج الجماعي إلى الشوارع، لترديد أدعية وابتهالات دينية.
ولم يستسغ العديدون ما قام به مغاربة في طنجة وفاس من تجمعات بشرية استعانت بالدعاء الجماعي لطرد فيروس "كورونا"، وانتظار معجزات سماوية تنقذ المغرب، مطالبين الدولة بأخذ العبرة مما جرى بعد تجاوز جائحة "كوفيد 19".
صدمات السلفيين
قال أحمد عصيد، الباحث في قضايا الشأن الديني، إن هذا النوع من السلوكات والمواقف له جذور في المرجعية الدينية، بداية بالقرآن والحديث، والذين اعتمدهما الفقهاء، لاعتبار الكوارث الطبيعية غضبا وانتقاما من الله، لا يمكن رده.
وأضاف عصيد، في تصريح لجريدة اكادير بريس الإلكترونية، أن السلفيين هكذا يفكرون، فهم لا يعيرون اهتماما للعلم والدولة الحديثة، بل يعيشون خارجها، ويعتبرون أنفسهم غير معنيين بالنداءات والخطط الصحية.
وأوضح الفاعل الحقوقي أن هذا الوضع يعكس قوة الصدمات التي تعرض لها هذا التيار خلال الآونة الأخيرة، بداية بفشل "داعش" وجبهة النصرة وتفكيك العديد من الخلايا بالوطن، ثم الصدمة الكبرى وهي فراغ مكة وفرار الناس منها، لتعقيمها من وباء "كورونا".
ويظن السلفيون، حسب عصيد، أن مكة محروسة من الله، ولا يمكن أن يمسها الوباء، وبالتالي لم يتقبلوا أن تفرغ من الناس، مؤكدا أن إغلاق المساجد بدوره شكل ضربة موجعة للخطباء، مفادها أن لا دور لهم في الأزمة القائمة.
وسجل المتحدث أن الفئة الثانية التي تسببت في المشكل هي الرقاة الشرعيون، فقد اتضح أنهم دون فائدة تذكر، ثم يليها الباعة المتجولون الذين يشكلون عماد السلفيين، وقد فقدوا بقرارات الدولة مصدر رزقهم.
وطالب عصيد الدولة بتدارك المشكل على المستوى الاجتماعي، حيث هناك عائلات كثيرة لا تتوفر على مدخول، وعليها أن تفكر بجدية في كيفية تجاوز هذه المعضلة.
الحجر الصحي ضرورة
اعتبر عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، ما جرى في بعض المدن من تظاهرات ليلية، بدعوى التضرع إلى الله ليخلصنا من فيروس "كورونا" المستجد، يعكس بالفعل عدم الوعي بالدين نفسه، والأدهى من ذلك هو أنه يعكس عقلية مستهترة.
وأشار الخضري، في تصريح لجريدة اكادير بريس الإلكترونية، أن "المظاهرات تحاول التخفي وراء الدين لممارسة هوايتها في خلق الفوضى والتسيب، أكيد الأمر يتعلق بعدد قليل جدا من المبادرين، ثم يتبعهم الإمعة، الذين تدفعهم العاطفة الدينية، كل هذه الفئة عموما تفتقد للأسف لما يسمى بثقافة الانضباط الجماعي".
وأوضح المتحدث أن "الدين من هؤلاء براء، والرسول عليه السلام أعطى إشارة إلى ضرورة اعتماد الحجر الصحي، حين أوصى بعدم الدخول أو الخروج من منطقة انتشر بها الوباء، ولم يوصِ أبدا بالخروج جماعة والتكبير والتهليل، من يريد الدعاء لله وكان بالفعل مؤمنا صالحا ومصلحا، فليدخل بيته".
إرسال تعليق